﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾: الفاء للتوكيد، أنّى: تعني كيف ومن أين، وللاستفهام والتّعجب والإنكار على إفكهم، وفيها سعة في المعنى (توسع) أكثر من كيف.
أي: كيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره مع وجود كلّ هذه الأدلة والآيات على وحدانيته، أو كيف تصرفون عن الحق إلى الباطل، تؤفكون: الإفك وهو الكذب المتعمد لقلب الحقائق.
﴿كَذَلِكَ﴾: أي مثل إفك هؤلاء وانصرافهم عن عبادة الله وحده إلى عبادة غيره من أصنام وغيرها، كذلك يصرف: يؤفك ﴿الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾: كذلك يصرف كلّ جاحد بآيات الله، والجحد إما عقائدي إنكاري؛ أي: إنكار وجود الله تعالى، أو جحود: ستر لنعمة الله وإنكار لها.