للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾: آيات الله في الآفاق (والكون) ولا في أنفسهم.

سورة غافر [٤٠: ٥٨]

﴿وَمَا يَسْتَوِى الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِاءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ﴾:

في الآية السّابقة قال تعالى: ﴿أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أن خلق السّموات والأرض أعظم من خلق الإنسان، وفي هذه الآية قال: ﴿وَمَا يَسْتَوِى الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾.

﴿الْأَعْمَى﴾: هو الّذي لا يعلم أنّ خلق السّموات والأرض أكبر وأعظم من خلق النّاس ولا يؤمن بالله وبالبعث وبوحدانيته، فهذا الأعمى لا يستوي مع أعمى آخر يعلم بدرجة قليلة أو بدرجة كبيرة أنّ خلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس، والأعمى الّذي لا يريد أن يعلم على الإطلاق أن خلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس.

أو الأعمى: الغافل الّذي لا يتفكر ولا يتأمل بآيات خلق السّموات والأرض ويبقى غير مؤمن بالله.

﴿وَالْبَصِيرُ﴾: الّذي يتفكر بخلق السّموات والأرض ويتأمّلها ويستدلّ على واجب الوجود والإيمان والوحدانية والبعث.

والنّفي قد يكون نفي الجنس. ارجع إلى سورة فاطر الآيتين (١٨ - ٢٢).

وما يستوي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات؛ أي: لا يستوي كلّ منهم مع الآخر فهناك السّابق بالخيرات وهناك المقتصد.

ولا يستوي المسيء مع المسيء، فهناك من يعمل الكبائر وهناك من يعمل

<<  <  ج: ص:  >  >>