للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾: الفاء للتوكيد، استعذ بالله: أي اِلجأ إلى الله واطلب منه العون، من الكِبرْ، وكِبرْ هؤلاء وشرهم وكيدهم، واستعذ بالله. لم يذكر ما يستعيذ منه؛ ليفيد التّعميم.

﴿إِنَّهُ هُوَ﴾: إن للتوكيد، هو لزيادة التّوكيد.

﴿السَّمِيعُ﴾: لأقوالهم وأسرارهم ونجواهم وما يسرون وما يعلنون.

﴿الْبَصِيرُ﴾: بأحوالهم وأفعالهم وبما تمله جوارحهم، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢٠٠) في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾: جاءت في سياق الاستعاذة من الشيطان، وآية غافر الاستعاذة من كبر الذين يجادلون في آيات الله؛ فالله سبحانه يسمع ويعلم ما ينزغه الشيطان (في الأعراف) ويعلم الله ويبصر (يرى) كبر الذين يجادلون في آيات الله.

سورة غافر [٤٠: ٥٧]

﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾:

المناسبة: في الآية السّابقة ذكر الّذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان، وجدالهم ناتج عن الكبر الّذي أدى إلى عدم إيمانهم بوحدانية الله تعالى، وعدم إيمانهم بالبعث والحساب والجزاء، فردّ الله عليهم بكثير من الآيات والأدلة والبراهين القاطعة الّتي تدل على أنّه الإله الحق واجب الوجود، وتدل على عظمته وقدرته على البعث والحساب، منها:

١ - خلق السّموات والأرض.

٢ - جعل الليل ليسكنوا فيه والنّهار مبصراً.

٣ - جعل الأرض قراراً والسّماء بناءً.

<<  <  ج: ص:  >  >>