وحلّ بالأمم المكذبة لرسلها؛ أي: الأحزاب، وهم قوم: نوح، وعاد، وثمود، والذين من بعدهم.
وقال تعالى:(يوم)(مفرد). ولم يقل أيام: أي وقائع أو ما حدث في تلك الأيام من دمار وخراب. فهو جمع الأحزاب وأفرد اليوم ولم يقل مثل أيام الأحزاب أيام هلاكهم وعذابهم؛ أي: رغم كونهم أحزاباً مختلفة؛ أي: أمماً أو أقواماً مختلفة متعددة، كذبوا برسلهم ولم يصدقوا بهم ورفضوا الإيمان فما وقع لكلّ حزب من هلاك ودمار هو نفسه تكرر وتجدد ولذلك وحّد كلمة (يوم) فقال: يوم الأحزاب (لأنّهم أحزاب متعددة) فمن يكذّب برسوله كأنّه يكذّب بكل المرسلين عامة؛ لأنّ رسالتهم واحدة.
الدّأب: العادة والشأن، دأب على الأمر: اعتاد عليه وأقام عليه ولم يتركه.
﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ﴾: أي أخاف عليكم أن تقيموا على كفركم وعدم تصديقكم بموسى، كما دأب قوم نوح حين أقاموا على كفرهم وعدم تصديقهم بنوح فحلّ بهم الطّوفان، أو دأب قوم عاد حين كذبوا أخاهم هوداً، أو دأب قوم ثمود حين كذبوا نبيهم صالحاً، والذّين من بعدهم؛ أي: مثل قوم لوط.
﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ﴾: ما النّافية، الله: قدّم الفاعل للاهتمام، يريد ظلماً للعباد: أي وما يريد الله تعالى أن يعذّبهم بذنب لم يفعلوه ولا يترك الظّالم منهم بغير انتقام، للعباد: اللام لام الاختصاص، العباد كافة.