للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.

والآية (٤٤) من سورة فاطر: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَىْءٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلَا فِى الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾.

نجد أنّ هاتين الآيتين من سورة غافر: فيهما الكثير من التّوكيدات مثل زيادة (هم) وتكرار (فأخذهم الله) (مرتين) ﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾، ﴿إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ هذه التّوكيدات تدل على شدة الإنذار والتّحذير والعاقبة أكثر من الآيات الأخرى.

سورة غافر [٤٠: ٢٣]

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾:

المناسبة: بعد ذكر أحوال المكذبين برسلهم من الأمم الماضية وما نزل بهم من الهلاك، يذكّرنا أيضاً بما فعل فرعون وجنوده بموسى .

﴿وَلَقَدْ﴾: الواو استئنافية، لقد: اللام للتوكيد، قد: للتحقيق؛ أي: قد تحقّق ما سنذكره في الآيات القادمة.

﴿أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا﴾: ولم يقل بعثنا. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة للبيان.

الباء للإلصاق، آياتنا: التّسع ومنها: العصا واليد. وقوله: آياتنا، نسب الآيات إليه سبحانه؛ لأهميتها ولم يقل ولقد أرسلنا موسى بالآيات.

﴿وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾: سلطان عطف على (آياتنا) ومبين: نعت للسلطان، وسلطان مبين: هو الحجة القوية الّتي لا تدحض؛ لقوة دلالتها والدّليل القاطع

<<  <  ج: ص:  >  >>