للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحين يؤنث العاقبة فيقول: كيف كانت عاقبة بدلاً من فكان؛ تعني: الجنة والعاقبة الحسنة. وهذا من خصائص القرآن الكريم.

﴿كَانُوا هُمْ﴾: تكرار كانوا مرتين للتوكيد على العاقبة أولاً، وعلى شدة قوتهم وأثاراً في الأرض ثانياً، وهم: للتوكيد.

﴿أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾: أشد منهم (من كفار قريش وأمثالهم) بعددهم وعدّتهم وكبر الأجسام.

﴿وَآثَارًا فِى الْأَرْضِ﴾: وبما بنوا وشيّدوا من الحصون والقصور وأقاموا المدن والحضارات القديمة، وأكبر دليل على ذلك الأهرامات في مصر وقوة الآثار تدل على قوة من بناها.

﴿فَأَخَذَهُمُ﴾: الفاء للتوكيد، فأخذهم الله بذنوبهم؛ أي: عاقبهم بذنوبهم فعذّبهم ودمّرهم، والباء بذنوبهم باء السّببية؛ أي: بسبب ذنوبهم.

﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾: ما النّافية، كان: تشمل كلّ الأزمنة، لهم: اللام لام الاختصاص لهم خاصة.

من الله: من ابتدائية، الله: اسم العلم الدّال على واجب الوجود سبحانه.

من واق: من استغراقية تستغرق كلّ واقٍ؛ أي: يقيهم من العذاب أو يدفع العذاب، يحميهم وينقذهم أو يخفف العذاب عنهم.

سورة غافر [٤٠: ٢٢]

﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾:

﴿ذَلِكَ﴾: ذا اسم إشارة واللام للبعد؛ أي: ذلك العذاب والأخذ الّذي حلّ بهم من الهلاك والدّمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>