﴿لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾: اللام للتوكيد، يبغي: من البغيّ وهو: التّعدي؛ وهو أخذ مال أو حق الغير بقهر وتعسُّف وظلم.
﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء.
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: لأنّ إيمانهم يمنعهم من أن يبغي بعضهم على بعض.
﴿وَقَلِيلٌ مَا هُمْ﴾: أي عددهم قليل، قليل: نكرة تفيد التّهويل والتّعجب من قلتهم، وما: تفيد التّوكيد.
﴿وَظَنَّ دَاوُودُ﴾: الظّن هو الاعتقاد أو الاحتمال الرّاجح؛ أي: علم داود.
﴿أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾: أن مصدرية قد تقلب الظّن يقيناً، فتنّاه: ابتليناه.
﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ﴾: الفاء للتعقيب والمباشرة، استغفر ربه: لأنّه شعر أو أحسّ بالذّنب أو الخطأ في حكمه.
﴿وَخَرَّ رَاكِعًا﴾: بدلاً من وخرّ ساجداً، وهذه هي الآية الوحيدة الّتي قيل فيها: خرّ راكعاً، وبقية الآيات: خرّ ساجداً، فكيف نفسر ذلك؟ قيل: أطلق الرّكوع وأريد به السّجود (عبر بالرّكوع عن السّجود) أي: خرّ راكعاً ثمّ سجد أو خرّ بعد أن كان راكعاً، أو خرّ مطأطئاً رأسه؛ أي: سجد. والرّكوع يعني: الخضوع، وقد ثبت في السّنة أنّ داود بعد انحنائه خضوعاً سجد لله بعد ذلك، أسرع بالرّجوع إلى الله بالتّوبة.
وهناك من قال: إنّ داود لم يرتكب معصية متعمدة وإنما اجتهد في حكمه، والخطأ في الحكم أقل من المعصية، والمعصية تحتاج إلى سجود والخطأ غير المتعمد يناسبه الرّكوع الّذي هو دون السّجود.