في غير زمن القضاء أو الحكم بين النّاس وبغير إذنه. وانظر كيف قال: ففزع منهم، ولم يقل: منهما، وقد سبق ذلك قوله تعالى: خصمان، وقال الخصم؛ لأن كلمة الخصم ـ كما قلنا ـ تأتي في سياق المفرد والمثنى والجمع.
﴿قَالُوا لَا تَخَفْ﴾: لا النّاهية، لا تخف: حين رأوه في حالة الفزع، وقولهم: لا تخف يدل على أنّهم من الملائكة؛ لأنّ لا أحد يجرؤ أن يقول لداود: لا تخف ولا يجرؤ أحد أن يدخل على داود ﵇ لأنّ الحرس يمنعهم ولكونهم من الملائكة فهم أهلٌ لذلك.
﴿خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ﴾: بغى: من البغي وهو التّعدّي أو أخذ حق الغير بقهر وقوة وتعسُّف.
﴿فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ﴾: فاحكم: الفاء للمباشرة، احكم: افصل بيننا بالحق: الباء للإلصاق، ولا تشطط: ولا تبتعد عن الحق أو لا تَجُرْ أو تتجاوز الحد، وهذا الطّلب: احكم بالحق ولا تشطط لا يجرؤ على قوله أحد لنبي وملك إلا الملائكة.
﴿وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ﴾: أي دلّنا أو أرشدنا إلى سواء؛ يعني الوسط؛ أي: العدل، والصّراط: الطّريق المستقيم؛ أي: احكم بالعدل وعدم الجور أو لا تمِل عن الحق.