للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلاة الشّروق، وكونها جاءت بصيغة المعرفة "بالعشي والإشراق" فهذا يدل على الدّوام، ولم يقل مثلاً بكرة وعشياً الّتي تدل على وقت محدد.

وإنما تدل على التّسبيح الدائم ولكل مكان زمان للعشي وزمان للإشراق.

سورة ص [٣٨: ١٩]

﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ﴾:

﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً﴾: مجتمعة (الحشر هو السَّوق والجمع) والحشر يعني جملة واحدة وليس جماعة بعد جماعة، وهناك فرق بين الحشر والجمع: الحشر هو السَّوق، والجمع ويكون للجماعة، محشورة حول داود تسبّح معه.

﴿كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ﴾: تعني الجبال والطّير وداود الكل لله أوّاب؛ أي: يردد التّسبيح، كلّ له مطيع بالتّسبيح أو خاضع له وراجع له، له: لله تعالى، وقد تعني لداود أيضاً؛ أي: مطيعة لداود تأتيه وتسبّح معه.

سورة ص [٣٨: ٢٠]

﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾:

﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ﴾: أي قوّيناه بكلّ أسباب القوة المادية والمعنوية من نصر ومهابة، وقوّيناه بالحرس والجنود وإلقاء الرّعب في قلوب أعدائه.

﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ﴾: النّبوة، وقيل: علم الأحكام والشّرائع أو الزّبور، وقيل: الحكمة كلّ كلام وافق الحق فهو حكمة. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٦٩) لبيان معنى الحكمة.

﴿وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾: القضاء والحكم في الخصومات والدّعاوي، والفصل يعني التّمييز بين الشّيئين، وقيل: الكلام البيّن الّذي لا لَبسَ فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>