الفاء: عاطفة، والصفات المعطوفة بالفاء تكون لموصوف واحد ولو عطف بالواو، كما لو قال: والزاجرات زجراً بدلاً من فالزاجرات زجراً؛ لدل على تغاير الذات (الصفات) كما ذكر الألوسي.
فالزّاجرات زجراً: من زجر. وتعني:
١ - المنع والنّهي.
٢ - السوق والحثُّ.
الملائكة الّتي تزجر السّحاب كما قال ابن عباس والجمهور؛ أيْ: تسوقه حيث يشاء الله، وتزجر الشّياطين (أيْ: تمنع الشّياطين) عن استراق السّمع.
زجر الدّابة: صاح بها ليحثها على السّير أو يمنعها عن الحركة أيْ: يوقفها فالزّجر له معنيان متضادان السوق والحثُّ والمنع والنّهي.
سورة الصافات [٣٧: ٣]
﴿فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾:
﴿فَالتَّالِيَاتِ﴾: الفاء: عاطفة؛ ارجع إلى الآية السابقة؛ الملائكة التّالية: من التّلاوة أي: القراءة القارئة؛ أي: التالية للوحي على الرسل أو لكتاب الله كما قال ابن مسعود والجمهور، أو التالية لذكر الله، أي: المسبحون والحامدون والمكبِّرون وغيرها من الذّكر.
﴿ذِكْرًا﴾: كتاب الله (القرآن).
والتاليات: قد تشمل الرّسل والبشر التالية لكتاب الله تعالى والذاكرون المسبحون.