أماكنهم لا إلى الأمام ولا الخلف، وهذا تهديد لكفار مكة وتهديد لكلّ كافر بالطمس على أعينهم حتّى يخاف الله سبحانه. ولها معانٍ أخرى منها: ولو نشاء لأعميناهم وأضللناهم عن الهدى؛ أي: عمى البصيرة؛ فأنى يبصرون الحق ولكننا لم نفعل رحمة منا لعلهم يرجعون.
﴿لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ﴾: اللام للتوكيد، مسخناهم: من المسخ والمسخ تعريفاً: هو تحويل صورة إلى صورة أبشع أو أقبح منها إهانة وإذلالاً.
﴿مَكَانَتِهِمْ﴾: في أماكنهم، والمكانة قد تعني على حالتهم؛ أي: يجمدهم فلا يستطيعون أيّ حراك، أو تحويلهم إلى حجارة أو غيرها من الحيوانات الكريهة المنظر.
﴿فَمَا﴾: الفاء جواب الشّرط، ما: النّافية.
﴿اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا﴾: المضيّ هو الابتعاد عن مكان الإقامة أو الذهاب إلى مكان آخر، والمضيّ هنا مطلق لم يحدّد؛ أي: أرادوا المضيّ إلى أيّ شيء فلا يستطيعون الذّهاب إليه سواء أرادوا أم لم يريدوا، ففي كلا الحالتين لا يستطيعون؛ لكونهم تجمّدوا في مكانهم ولا يستطيعون الحركة.
﴿وَلَا يَرْجِعُونَ﴾: لا لتوكيد النّفي، لا يرجعون: لم يحدّد نوع الرجوع إلى أين لا إلى أهلهم ولا إلى غير أهلهم ولا إلى ما كانوا عليه سابقاً، كما ورد في