للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾: لم يُبيِّن في هذه الآية نوع الحلية وبيَّنها في سورة الرحمن، فقال: ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: ٢٢]، تلبسونها: أي: الرّجل والمرأة ومع أن الحلية تلبسها النّساء عادة وهي زينة المرأة من أجل زوجها، فكأن الرّجل هو أيضاً يستمتع بالحلية. واللؤلؤ والمرجان غير محرَّم على الرّجال كالذهب والحرير.

﴿وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ﴾: الفلك تطلق على المفرد والجمع وتسمَّى السفن.

﴿فِيهِ﴾: في البحر ظرفية.

﴿مَوَاخِرَ﴾: مواخر من المخر: وهو الشق؛ أي: يقال: السّفينة تمخر البحر أيْ: تشق طريقها بصوت خاص مُميز، مواخر: شواق للمياه بصدورها، قدَّم كلمة فيه على مواخر بينما في سورة النّحل آية (١٤) قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ﴾ أخَّر كلمة (فيه) السّبب في تقديم (فيه) في سورة فاطر؛ لأنّ الحديث أو السّياق عن البحرين أي: البحار، فقدَّم فيه الّتي تعني البحر، وأمّا في سورة النّحل فكان السّياق عن وسائل النّقل والأنعام والخيل والبغال والحمير وليس عن البحر، فأخَّر كلمة (فيه).

﴿لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾: اللام لام التّعليل، من فضله: أيْ: من بعض فضل الله تعالى عليكم، والفضل يعني: الزّيادة عما تستحقون من الأجر، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٤) في سورة النحل وهي قوله تعالى: ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾: نجد زيادة الواو في آية النحل؛ لأن آية النحل تشير إلى منافع أخرى (لتبتغوا منافع أخرى) لم تذكرها الآية بينما الآية فاطر يقصد بها المنافع التي ذكرت في الآية فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>