ومن مظاهر قدرة الله وعظمته الدّالة على أنّه الإله الحق الّذي يجب أن يُعبد وحدَه هو تسخير البحرين.
﴿وَمَا يَسْتَوِى الْبَحْرَانِ﴾: الواو: عاطفة، وما: النّافية كثيراً ما تنفي الحال، بينما لا كثيراً ما تنفي الاستقبال، وتستعمل لا لنفي الأعمال وما يتعلق بها، بينما ما تنفي الاستواء في الحقائق والثوابت من الأمور، مثل: العمى، والبصير، والظلمات، والنور، والأحياء، والأموات، والفرات، والأجاج يستوي البحران: أيْ: سبحانه لم يسوِّ بينهما في كلّ الصّفات والخصائص لما تنطوي عليه مصلحة البشر والتّمكين من العيش؛ لأنّ الماء هو أصل كلّ شيء حيٍّ، وقد تعني التسوية أنّه لوحظ حين يلتقي الماء العذب بماء البحر نجد الماء العذب الحلو يطفو فوق الماء المالح؛ لأن الماء العذب أقل كثافة من الماء المالح، فيظل مفصولاً بينهما.
البحران: البحر هنا النّهر العذب الّذي يصبُّ في بحر مالح.