للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يغرنكم الشّيطان بالوسوسة والأوهام والتّزيين والهوى وطول الأمل وحب الدّنيا.

وهناك فرق بين الغرور والخدع: فالغرور إيهام أو تصور يحمل الإنسان أو يجرُّه إلى فعل شيء هو غافل عنه، مثال: يرى السّراب فيظنه ماء، أو كما فعل إبليس بآدم فقال له: هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى، أمّا الخدع: فهو ستر الصّواب ليوقع بالآخر أمراً غير مستحبٍّ، مثال: يخدعه في البيع والشّراء أو يظهر له خلاف الحقيقة.

والغرور قد يسمَّى خدعاً أو الخدع يسمَّى غروراً على سبيل التّوسع في المعنى، فالغرور له علاقة بالغفلة، والخداع له علاقة بستر الحقيقة.

سورة فاطر [٣٥: ٦]

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾:

المناسبة: هذه الآية تتمة للآية السّابقة فقد قال: ولا يغرنكم بالله الغَرُور، أي: الشّيطان، إن الشّيطان لكم عدوٌّ.

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ﴾: إن للتوكيد، الشّيطان: هو الكافر من الجن أو الإنس وكلمة الشّيطان مشتقة من شطن، أي: ابتعد عن الحق والخير وتمادى في الشّر أو شاط: احترق والشّاطن يعني: الخبيث.

أمّا الشّيطان الرّجيم. فارجع إلى الآية (٣٦) من سورة البقرة للبيان.

﴿لَكُمْ عَدُوٌّ﴾: قدم لكم للاهتمام.

﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾: الفاء فاء السّببية، اتخذوه: اجعلوه عدواً، بمخالفتكم وساوسه وخطواته؛ لأنه عدو مبين.

﴿إِنَّمَا﴾: كافة مكفوفة تفيد الحصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>