للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفطَّر الشّجر: إذا تشقق بالورق، والفطر: الإبداع. ارجع إلى سورة الأنعام الآية (١٠) لمزيد من البيان.

فكونه فاطر السّموات والأرض فهو يستحق الحمد والعبادة، وكذلك تسخيرهما يعدُّ من أكبر النّعم الرّبانية.

﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا﴾: إلى الأنبياء والرّسل، ورسلاً لتدبير أمور الخلق وتصريف الرّياح والسّحاب وكتابة أعمال الخلق ورعايتهم والدّعاء والاستغفار للمؤمنين، وقد خلقهم الله تعالى من نور، فهم مخلوقات نورانية لا تأكل ولا تشرب ولا تنام ومطهرون من الشّهوات لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

﴿أُولِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾: ومن صفاتهم الخلقية الّتي يخبرنا الله بها أنّ لهم أجنحة يتفاوتون في أعدادها، أولي: أيْ: أصحاب أجنحة مثنى، وثلاث، ورباع، ويعني: ذلك جماعة من الملائكة ذوو جناحين، وجماعة ذوو ثلاثة أجنحة، وجماعة ذوو أربعة أجنحة؛ أي: اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة، ولا يعني: ملك واحد له جناحين، أو ثلاثة، أو أربعة أجنحة.

﴿يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ﴾: يزيد الله في الخلق ما يشاء من أجنحة، يزيد في صور وأشكال خلقه من طول قامة وشعر، وألوان وحواس وقوة وصفات وراثية غير متشابهة.

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود أنّ رسول الله رأى جبريل وله ستمئة جناح، والآية مطلقة تتناول كلّ زيادة في الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>