البشر فكيف إذا كان القاذف هو الله سبحانه العزيز الحكيم، وأمّا المقذوف هو الحق، والحق: هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغير، فالله سبحانه يقذف بالحق ليزيل الباطل، وكما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]، والباء في بالحق: تدل على الإلصاق والدّوام.
﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾: أي يقذف بالحق فلا يخطئ في قذفه هدفاً أو شيئاً؛ لأنّه سبحانه علام الغيوب؛ أي: عالم بكلّ غيب، فوحيه لا يصل إلا لمن اختاره من عباده من الرّسل.
وعلام: صيغة مبالغة من علم؛ عالم؛ عليم؛ علام الغيوب: جمع غيب، والغيب: هو ما غاب أو خفي عن العيون والآذان والحواس والمدركات؛ فهو سبحانه يعلم ما غاب عن أسماع خلقه وأبصارهم وحواسهم.