عدل عنه أو مال؛ أي: من يعدل من الجن عن أمرنا، أي ما يأمر سليمان بعمله مثل المحاريب والتّماثيل والغوص وغيره من الأعمال، أي من يعصِ من الجن أمر سليمان كأنّه يعصي أمر الله تعالى.
﴿نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ﴾: منهم من قال: عذاب السّعير في الآخرة، ومنهم من قال: في الدّنيا كان يعذب من يزِغ بسوط من نار، كما روى ابن عباس.
﴿يَعْمَلُونَ لَهُ﴾: أي الجن يعملون لسليمان، له خاصة وليس لغيره، وتقديم له يدل على الحصر والاختصاص.
﴿مَا يَشَاءُ﴾: ما: اسم موصول بمعنى الّذي يشاء، و"ما" أوسع وأشمل من الّذي.
﴿مِنْ مَحَارِيبَ﴾: من: ابتدائية بعضية ولبيان الجنس، محاريب: جمع محراب يطلق على المكان الّذي يتخذه النّاس للعبادة أو أبنية كالقصور الفخمة العالية المجاورة لأمكنة العبادة.
﴿وَتَمَاثِيلَ﴾: جمع تمثال وهو ما ينحت على هيئة أو صورة إنسان (نبي أو عالم) أو حيوان من حجر أو خشب أو نحاس أو رخام أو غيره من المواد، وقيل: إن هذه التّماثيل كانت مباحة في الشّرع القديم ولم تصنع بنية الشّرك أو العبادة، أو صُنعت على شرط أن لا تُعبد، ثمّ نسخت الإباحة بعد مجيء رسول الله ﷺ.
﴿وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ﴾: الجفان: جمع جَفْنة وهي القصعة الكبيرة: الصّواني