﴿وَإِذَا﴾: ظرفية شرطية تفيد حتمية الحدوث؛ أي: تستعمل للشيء المحقق حدوثه، وهو أن يمس الناس ضره.
﴿مَسَّ﴾: المسُّ هو اللمس الخفيف، أو الإصابة الطفيفة أو الخفيفة.
﴿النَّاسَ ضُرٌّ﴾: ضرٌّ جاء بصيغة النكرة؛ تعني: أيَّ ضرٍّ من فقر ومرض وبلاء، أو نقص في الأموال والأولاد. والضُّر: اسم جامع لكل ما يسوء الإنسان في نفسه أو بدنه أو عرضه أو ماله. ارجع إلى سورة يونس آية (١٢) لمزيد من البيان.
أما الضَّر: ضد النفع: ما تضر به آخر وتنفع نفسك؛ أي: إذا مسَّ النّاس ضرٌّ يسيرٌ خفيفٌ.
﴿دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾: دعوا ربهم لكشف الضرِّ عنهم. مخلصين إليه؛ أي: علموا أن لهم رباً فلجؤوا إليه ساعة الضيق والضر، ورجعوا إلى طاعته وقطعوا ما بينهم وما بين الشرك؛ لينجوا؛ أي: أخلصوا في طاعتهم وأصبحوا موحّدين، وهذه تعتبر إنابة اضطرار بسبب الشدة والضيق.
﴿ثُمَّ إِذَا﴾: أذاقهم منه رحمة. (ثم) تدل على تباعد وتباين بين (منيبين إليه) و (يشركون).