إلى أرض العرب (مكة)، وقيل: أدنى الأرض؛ تعني: الأردن وأرض فلسطين، أو بين العراق والشام.
﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾: وهم: تعود على الروم، من بعد غلبهم؛ أي: هزيمتهم، سيغلبون: السّين للاستقبال القريب. سيغلبون الفرس؛ أي: المجوس، فكانت هذه بشرى للمسلمين الّذين كانوا أقرب إلى الروم منهم إلى الفرس من ناحية العقيدة والدين، فالروم من أهل الكتاب والفرس (المجوس) كانوا يعبدون النّار.
﴿فِى بِضْعِ سِنِينَ﴾: في: ظرفية زمانية، بضع سنين: تعني من (٣ - ٩) سنين، وقيل: كان في سبع سنين، وكان نصر الروم على الفرس في يوم بدر كما روى الترمذي وابن جرير وغيرهم. وقيل: كان في عام الحديبية السنة السادسة للهجرة.
وهذا النبأ من أنباء الغيب ومعجزة دالة على أنّ القرآن هو تنزيل من رب العالمين، ودليل على نبوة محمّد ﷺ، وكان هذا النبأ بمثابة بشارة أثارت فرحة المؤمنين.
﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ﴾: لله: اللام للاختصاص. لله الحكم في تقرير من هو الغالب والمغلوب.
﴿مِنْ قَبْلُ﴾: أي من قبل أن تُغلب الروم (أي تُهزم).
﴿وَمِنْ بَعْدُ﴾: أي من بعد أن تنتصر الروم.
وانتبه إلى قوله:(من قبلُ ومن بعدُ) بالضم، ولم يقل من قبلِ ومن بعدِ