للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمراعيها وتستسلم لأربابها. وتُقبل على المحسن إليها وتفقه ما تسمعه من أصوات الزجر وغيرها من رعاتها. فهم أسوأ حالاً من الأنعام، ولأن الأنعام تسبِّح ربها، وهؤلاء لا يفقهون شيئاً مما نُزل عليهم، ولا يسبحون ربهم، ولا يسمعون ما يعظهم به رسول الله ، أو لا يخترق آذانهم أصوات الدعاة إلى الله؛ فهم ليسوا كالأنعام، بل الأنعام أفضل فهم، وهم أضل سبيلاً من الأنعام.

سورة الفرقان [٢٥: ٤٥]

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾:

في هذه الآية والآيات القادمة يذكر الآيات الكونية العجيبة الدالة على توحيد الألوهية والربوبية.

﴿أَلَمْ﴾: الهمزة همزة استفهام تحمل معنى التقرير. لم: حرف نفي.

﴿تَرَ﴾: رؤية عقلية أو فكرية ورؤية بصرية أيضاً؛ أي: ألم تعلم، أو يصل إليك العلم، والخطاب هو لكل من شأنه أن يخاطب؛ أي: النبي وكل الناس.

﴿إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾: الظل: ما بين الفجر وطلوع الشّمس، والظل: قيل هو خيال الأشياء المادية ذات الحجم الناتج عن عدم اختراق أشعة الضوء المرئي للطبقة الغازية المحيطة بالأرض بشكل مفاجئ، أو بغتة، ولكن بشكل تدريجي ولبعض الأجسام والظل يحمينا من حرارة الشّمس، فهو رحمة من الله، وهو آية تدل على تمام قدرة الله وعظمته وتمام رحمته، ولولا الشّمس ما كان الظل، أي: الشّمس هي سبب الظل. وهناك من فرق بين الظل والفيء:

الظل: قيل هو ما بين طلوع الفجر وشروق الشمس.

وقيل الظل: شيء من النور (بدون شعاع الشمس) كما قال تعالى: ﴿وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٣٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>