﴿بَعْدَ إِذْ جَاءَنِى﴾: يدل على أنه كان ينوي الإسلام والاستماع إلى رسول الله. إذ: ظرف زماني للفجأة. أو بعد إذ جاءني الرّسول ﷺ به.
﴿وَكَانَ الشَّيْطَانُ﴾: كان تشمل أو تمثل كلّ الأزمنة. الشّيطان: ارجع إلى الآية (٣٦) من سورة البقرة والشّيطان هو إبليس وجنوده من كفرة الجن أو من شياطين الإنس.
﴿خَذُولًا﴾: صيغة مبالغة كثير الخذل: الخذل: التخلي عنه عند وقت الحاجة والضرورة كالذي يمد للآخر حبل الأمل، ثم يتخلى عنه وقت الحاجة والضرورة أيْ: يخذله ولا ينصره ولا يعينه على شيء مهما كان بعد أن كان يتوقَّع ذلك منه الوقوف بجانبه رغم أن الشّيطان لا يستطيع ذلك حتى ولو كان قادراً على ذلك، أو شبه خليله من الإنس بالشّيطان الّذي أضله أيْ: خذله، وليس الشّيطان الحقيقي أو تعني كلاهما.
﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ﴾: استعمل ياء النّداء الّتي تدل على البعد ولم يقل: ربِّ. لقد قال رسول الله ﷺ يا رب فقط مرتين في القرآن كله، هذه الآية والآية الأخرى هي قوله: ﴿وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الزخرف: ٨٨]. ارجع إلى آية الزخرف للبيان.
﴿إِنَّ قَوْمِى﴾: إن: للتوكيد، قومي: فيها معنى الاستعطاف والحنان أضاف إليه القوم؛ لأنّه منهم يعرفونه ويعرفهم، وهذه هي الآية الوحيدة في القرآن الّتي ذكر رسول الله ﷺ كلمة قومي.
﴿اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾: من الهجر يعني: الترك أو قطعوا الصلة به، مثل عدم الاستماع إليه والإصغاء تركوا تدبره وفهمه أو تركوا العمل به وامتثال