والكفر وبالغوا في التّحدي وتجاوز الحدود. والعتو: هو أعلى درجات الطغيان والظلم. والعتو: أشد وأثقل من العتي؛ لأن الواو أثقل من الياء، كما جاء في سورة مريم آية (٦٩) ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾.
عتواً كبيراً: أكد العتو بالمصدر عتواً، ثم وصف المصدر أنه كبير للمبالغة في العتو؛ لأنّهم عتوا على رسول الله ﷺ، وبالتّالي على الله ﷾، ولا يقصد أنهم عتوا على بعضهم.
﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ﴾: أيْ: هؤلاء الّذين سألوا أو طلبوا إنزال الملائكة عليهم أو رؤية ربهم سوف تتحقق أمانيهم بإنزال الملائكة عليهم، ولكن ليس لإخبارهم بصدق نبوة محمّد، ولكن لقبض أرواحهم عند الموت أو إدخالهم جهنم.
يومَ: نكرة للتعظيم والتهويل يرون الملائكة عند الموت أو يوم القيامة ﴿لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ أيْ: لن يكون خبراً ساراً لهم، بل هي بشرى بالعذاب واستعمل كلمة البشرى الّتي تأتي عادة في سياق الخير والسار للتهكُّم والتوبيخ. ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥)، وسورة الجاثية آية (٣١) لبيان معنى المجرمين.
﴿وَيَقُولُونَ﴾: أيْ: تقول الملائكة لهم.
﴿حِجْرًا مَّحْجُورًا﴾: حراماً محرماً أن تدخلوا الجنة. من الحجر وأصله المنع محجوراً صفة مؤكدة للمعنى.
وقد تعود كلمة (يقولون) على المجرمين الّذين يقولون للملائكة حجراً محجوراً أي حراماً محرماً عليكم أن تؤذونا.