(وأنزلناها)، ثمّ قوله:(وأنزلنا فيها آيات بينات) يعني ذكر الخاص بعد العام، الّذي يفيد الاهتمام والتّوكيد، آيات بينات: واضحات لكلّ فرد سواء كانت الآيات القرآنية أو الآيات الكونية مثل: البرق والسّحاب وتقلب الليل والنّهار، وتسبيح من في السّموات والأرض والطير، وظلمات البحار، وخلق كل دابة من ماء … وغيرها.
﴿لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾:(لعلكم) أداة تعليل؛ أي: لعلكم لا تنسوا ما ورد فيها من أحكام تفيدكم في حياتكم الدّنيا وتذكرونها مباشرة وبسرعة في شؤون حياتكم اليومية، ولم يقل لعلكم تتذكرون، التّذكير الّذي يحتاج إلى زمن طويل. ومعنى التذكر أن يعاد إلى الذاكرة الشيء الذي غاب عنها.
﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى﴾: من الزّنى، والزّنى في اللغة: هو الوطء المحرم، والزّنى في الشّرع: وطء الرَّجل المرأة في الفرج بدون عقد نكاح، ويسمى كذلك: الفاحشة كما قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٣٢]، والزّنى من المرأة: تمكينها الرّجل أن يزني بها، وقدّم الزّانية على الزّاني؛ لأنّ الزّنى تبدأ مقدماته من قِبل المرأة بتبرّجها وزينتها وخضوعها بالقول، ومفسدة الزّنى تظهر آثارها على المرأة أكثر من الرّجل.
﴿فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ﴾: الفاء للتوكيد، اجلدوا: بالضَّرب بالسّياط (١٠٠) جلدة، وهو حدّ البكر غير المحصن سواء كان الرّجل أو المرأة، كلّ واحد منهما: للتوكيد حتّى لا يجلد الرّجل وتترك المرأة أو بالعكس، الجلدة: تعني الإيلام؛ أي: يصل إلى درجة الإيلام وليس مجرد الضّرب أو العدد.