للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى﴾: قيل: هم المهاجرون أو الصّحابة أو أهل الصّفة أو ضعاف المؤمنين أو فريق من المؤمنين بشكل عام.

﴿يَقُولُونَ﴾: بصيغة المضارع لتدل على الاستمرار، وتكرُّر وتجدُّد قولهم، ولم يقولوا ذلك مرة واحدة، بل مرات: ربنا آمنا بك وبما أنزلت.

﴿فَاغْفِرْ لَنَا﴾: ذنوبنا وسيئاتنا.

﴿وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾: أفضل الراحمين؛ لأنّ رحمتك لا تنقطع ولا تزول، كما تزول رحمة عبادك بعد موتهم وفنائهم.

لنقارن هذه الآية: وأنت خير الرّاحمين مع الآية (١٥٥) من سورة الأعراف: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِنْ قَبْلُ وَإِيَّاىَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِى مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾.

﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾: هذا دعاء موسى لقومه؛ لأنّه سبق ذلك ذنب حين اتخذوا العجل إلهاً، وقالوا: أرنا الله جهرة فالذّنب يحتاج إلى مغفرة، أيْ: إسقاط العقاب واستحقاق الثواب.

﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾: هذا دعاء الفريق من المؤمنين.

الرّحمة: الإنعام على السائل والرّحمة هي جلب كلّ ما يَسُرُّ ودفع كلِّ ما يَضُرُّ.

سورة المؤمنون [٢٣: ١١٠]

﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾:

﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ﴾: الفاء: للتوكيد تعود على الّذين خفت موازينهم أمثال رؤساء مشركي قريش، مثل أبي جهل وعقبة والوليد بن المغيرة، اتخذوا الفقراء

<<  <  ج: ص:  >  >>