للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾: يجب الانتباه إلى معنى خالقين: من الخلق وهو التّقدير، فالله سبحانه يقدِّر ويخلق من العدم وعلى غير مثال سابق وهو سبحانه الخالق الحقيقي، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ﴾ [الزمر: ٦٢].

في هذه الآية أعطى سبحانه بعض عباده من العلماء صفة الخلق فإنّهم يخلقون من مواد أو أشياء أوجدها الله لهم ولكونهم قادرون على التّقدير والتّسوية والحساب أشركهم في الوصف، كما أشركهم في الرّزق فقال: ﴿خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [المائدة: ١١٤] وفي الحكم فقال: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التّين: ٨]، والوارثين ﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٩].

والاستنساخ ليس خلقاً، وإنما هو اكتشاف لبعض أسرار الخلق.

سورة المؤمنون [٢٣: ١٥]

﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾:

﴿ثُمَّ﴾: للترتيب والتّراخي في الزّمن.

﴿إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ﴾: إنكم: للتوكيد، توكيد (الموت)، بعد ذلك: بعد تمام الخلق أو النّشأة الأولى أو بعد انتهاء آجالكم.

﴿لَمَيِّتُونَ﴾: اللام للتوكيد، ميتون: لأنّ النّاس لا ينكرون الموت ولكن يغفلون عنه. وقد اكتشف العلم أنّ إحدى المورثات أو الجينات في الإنسان تحمل أجل الإنسان، وأكد على الموت بإن واللام رغم أنكم خلقتم على أحسن هيئة وتقويم في الخلق والنشأة.

سورة المؤمنون [٢٣: ١٦]

﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾:

﴿ثُمَّ﴾: للترتيب والتّراخي في الزّمن.

﴿إِنَّكُمْ﴾: للتوكيد.

﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾: ولم يقل: لتبعثون، لم يؤكد على البعث كما أكد

<<  <  ج: ص:  >  >>