بالانفجار العظيم الّذي ذكره الله سبحانه في سورة الأنبياء آية (٣٠) لهذا الجرم الصغير الهائل في المادة والطاقة، وتحول إلى دخان، خلق الله تعالى من هذا الدخان السّموات والأرض.
وكل الأجرام ستطوى وتحول مرة أخرى إلى جرم صغير متناهٍ في الطاقة والمادة.
وبعدها سوف يُفجِّر ربنا هذا الجرم من جديد يتحوَّل إلى دخان يخلق لنا ربنا منه سماءً جديدة وأرضاً جديدة أكبرَ بكثير من السّموات السّبع والأرض الحالية، حتّى تتسع للبلايين البشرية الّتي خلقها الله سبحانه من زمن آدم إلى يوم القيامة.
وسنبعث من هذه الأرض الجديدة الّتي فيها كلّ ذرات الأرض الحالية وبقايا البشر، أيْ: عجب الذنب الخاص بكل مخلوق والحاوي على صفاته الوراثية يبعث للحساب والجزاء.
﴿إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾: إنا للتعظيم، كنا فاعلين، أيْ: نُعيد الخلق بالبعث كما بدأنا أوّل مرة، فاعلين: قادرين على فعل ذلك ولا يعجزنا شيء.
﴿كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ﴾: إما زبور داود أو الزّبور يُراد به جنس الكتاب، ويطلق على كلّ الكتب المنزلة مثل الزّبور والتّوراة والإنجيل والقرآن. ارجع إلى سورة النّساء آية (١٦٣) لمزيد من البيان.
﴿مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ﴾: أم الكتاب أو اللوح المحفوظ أو القرآن الكريم، أيْ: كتبنا في الكتب المنزلة على الأنبياء أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون.