للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوماً، نفخنا فيها عن طريق جيبها (درعها أو ثوبها). أما فيه: تعود إلى عيسى نفخنا فيه الروح بصورة مباشرة أو فيه تعود إلى حبيب درعها، والله أعلم.

﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾: آية: معجزة أو بينة أو دلالة على قدرة الله سبحانه أن يولد عيسى من دون أب وأن يتكلم في المهد أو أن تلد مريم من دون أن يمسها بشر، للعالمين: اللام لام الاختصاص، العالمين: الجن والإنس والملائكة يتحدثون بها.

وفي سورة مريم الآية (٢١) قال تعالى: ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ﴾ الجعل هو التّصيير آية للناس؛ أيْ: أبرزه آية للناس؛ أيْ: هو وحده آية للناس ومريم وابنها آية للعالمين.

ولنقارن الآية (٩١) من الأنبياء ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا﴾، أو: الآية (١٢) من سورة التحريم ﴿فَنَفَخْنَا فِيهِ﴾، مع الآية (٢٩) من سورة الحجر ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُّوحِى﴾ يعني: آدم ، النّفخ في آدم من الله تعالى وحده فهو أعجب من النّفخ في عيسى : النّفخ في عيسى كان عن طريق جبريل .

في هذه الآية (٩١) من سورة الأنبياء قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ وفي الآية (٥٠) من سورة المؤمنون قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾، في سورة الأنبياء قدّم أمّه (مريم) على عيسى؛ لأن الآيات جاءت في سياق الحديث عن مريم فقدَّم أمه وإنّ ابنها أفضل منها قربى إلى الله، وفي سورة المؤمنون آية (٥٠) قدَّم عيسى على أمّه؛ لأن السّياق في الحديث عن الرّسل، فقدَّم عيسى على أمّه.

سورة الأنبياء [٢١: ٩٢]

﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾:

﴿إِنَّ هَذِهِ﴾: إنّ للتوكيد، هذه: الهاء للتنبيه اسم إشارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>