درجات اللمس، والضُّرُّ: هو ما يصيب الإنسان بجسمه، أو ماله، أو ولده حيث فقد ماله أو ولده أو أصيب بمرض في جسده، وفي الآية (٤١) من سورة ص ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾، نسب ما أصابه إلى الشّيطان تأدباً مع الله تعالى. وهناك فرق بين الضُّر بضم الضاد، والضَّر بفتح الضاد، الضَّر: مصدر يقابل النفع.
﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾: وأنت يا رب أرحم الرّاحمين، جميعاً؛ أيْ: أرحم الرّاحمين من خلقك فمن فضل الله على خلقه وصفهم بصفة من صفاته وهي الرّحمة.
﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾: الفاء: للمباشرة والتّوكيد. استجبنا له: أجبنا له دعاءَه أو نداءَه، استجبنا له: من الاستجابة وتعني: قبلنا دعاء أيوب، ولم يقل فأجبنا له الإجابة فقد تعني بالمخالفة أو يجيب بالقبول.
﴿فَكَشَفْنَا﴾: أيْ: أزلنا ورفعنا عنه ضره بالشّفاء من مرضه.
﴿وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا﴾: أعطيناه مثل أهله عدداً، وقيل: وزيادة (مثل آخر) بأن ولد له ضعف ما كان عنده من الأولاد والإيتاء غير العطاء ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة؛ للبيان.
رحمة من عندنا: أخص من رحمة منا، رحمة من عندنا تخص المؤمنين أو المقربين، وأمّا رحمة منا فهي رحمة عامة للمؤمن والكافر.
﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾: وتذكرة لغيره من العابدين باللجوء إلى الله حين المحن وعظة لهم بأن يصبروا على ما أصابهم، للعابدين: اللام لام الاختصاص،