﴿الرِّيحَ عَاصِفَةً﴾: الرّيح الشّديدة الهبوب يقال: عصفت الرّيح؛ أي: اشتدت، وعاصفة: مشتقة من العصف، وهو التبن، والفتات؛ أيْ: تحطم ما تمر عليه فتجعله كالعصف، وفي آية أخرى (٣٦) من سورة (ص)، وصفها بأنّها ريح ناعمة فقال: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾، إذن هذه الرّيح يمكن أن تكون ريح لينة، أو تتحول إلى عاصفة إذا احتاج لذلك، فالله سبحانه جمع لهذه الرّيح صفتين صفة العصف، وصفة الرّخاء في آن واحد.
﴿تَجْرِى بِأَمْرِهِ﴾: أيْ: بأمر سليمان ﵇، يمنةً أو يسرةً بشدة أو لينٍ وتحمله في أسفاره.
﴿إِلَى الْأَرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا﴾: أرض الشّام وفلسطين باركنا فيها، ارجع إلى الآية (٧١) من نفس السّورة.
﴿وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَالِمِينَ﴾: بسرعة الرّيح ﴿غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ﴾ [سبأ: ١٢]. عالمين بما يحدث في مُلك داود وسليمان.