﴿قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْىِ﴾: هذا أمر من الله سبحانه إلى رسوله بأن ينذر الّذين كفروا، إنما كافة مكفوفة تفيد الحصر، أنذركم: الإنذار هو الإعلام مع التّحذير والتّخويف أيْ: أحذركم.
بالوحي: الباء للإلصاق، بالقرآن؛ أيْ: بما جاء به من وعد ووعيد من عند الله تعالى وإنما أنا بشر يوحي إليَّ وما عليَّ إلا البلاغ المبين.
﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ﴾: ولا ينفع هذا الإنذار أو القرآن الصّمَّ: أي: الكفار الّذين لا ينتفعون بما يسمعون أو لا يستجيبون للداعي المنذر فهم الصّم البكم العمي الّذين لا يسمعون شيئاً ﴿وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [يس: ١٠].، وكقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [الأنعام: ٣٦].
﴿إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾: إذا ظرفية زمانية، ما للتوكيد، أيْ: وإن طال الإنذار والتّحذير وتكرَّر فهم لن يسمعوا.
وفي سورة النّمل الآية (٨٠): ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ وفي سورة الأنبياء الآية (٤٥): ﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾، فيمكن جمع الآيتين معاً بالقول أنّ الكفار:
أوّلاً: لا يريدون الجلوس مع الرّسول أو مع من ينذرهم؛ لكي لا يسمعوا الإنذار.