للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنتم بذكر الرّحمن تنكرون وتجحدون كقوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ﴾ [الفرقان: ٦٠].

﴿هُمْ كَافِرُونَ﴾: هم ضمير فصل يفيد التّوكيد، كافرون: جاحدون لا يؤمنون أو يصدقون.

سورة الأنبياء [٢١: ٣٧]

﴿خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُورِيكُمْ آيَاتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾:

﴿خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾: لا تعني: أنّ الله سبحانه خلقه أو فرض عليه أن يكون عجولاً أو فرض عليه العجلة، وإنما تعني كأنه مخلوق من العجلة لكثرة فعله إياها واعتياده لها، وهذا يقال له نسبة الشّيء إلى غير أصله مبالغة في اتصافه بالعجلة؛ أيْ: كأنّه مخلوق من العجلة لكثرة ما يتعجل به أو مطبوع عليها، والعجلة تعني: طلب الشّيء وإرادته وتحريه قبل أوانه، والإنسان هنا تعني: جنس الإنسان، أو كل الناس.

ونزلت هذه الآية حين استعجلت قريش بالعذاب، وقال النّضر بن الحارث: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: ٣٢].

﴿سَأُورِيكُمْ آيَاتِى﴾: السّين للاستقبال القريب؛ أيْ: سأوريكم عذابي قريباً في معركة بدر أو يوم القيامة.

﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾: الفاء للتوكيد، لا النّاهية، لا تستعجلون: أيْ: لا داعي للاستعجال أن انتظروا قليلاً.

سورة الأنبياء [٢١: ٣٨]

﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾:

ويقولون: بصيغة المضارع بدلاً من قالوا: لأنّ سؤالهم تكرر وتجدد كثيراً عن زمن العذاب أو متى يوم القيامة فهم استبطؤوا يوم القيامة أو لم يصدِّقوا به.

<<  <  ج: ص:  >  >>