وفهمه وتدبره والعمل به كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧].
﴿بِلِسَانِكَ﴾: بلغتك العربية.
﴿لِتُبَشِّرَ﴾: اللام: لام التّعليل، والتّوكيد، وتبشر: من البشارة؛ أي: الإخبار بما يسر؛ أي: بشِّر يا محمّد ﷺ عبادي المتقين بالفوز بالجنة، والنّجاة من النّار، ورضوان من الله أكبر، ﴿بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٧]، و ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [يونس: ٢].
﴿الْمُتَّقِينَ﴾: بدلاً من لتبشر به المؤمنين اختار المتقين هو تكريماً وفضلاً من الله تعالى لحثهم على التقوى.
﴿بِهِ﴾: تعود على القرآن.
﴿وَتُنْذِرَ بِهِ﴾: بالقرآن بما فيه من الوعيد؛ والإنذار: هو الإعلام مع التّحذير، والتّخويف، وتكرار (به) للتوكيد، وفصل كلٍّ على حدة.
﴿قَوْمًا لُّدًّا﴾: جمع الألدّ: شديدي الخصومة، والمِراء، والجدال، وهم الكفرة، والمشركون.
انتبه لقوله:"لتبشر به"، ولم يقل: لتنذر به، وإنما قال:"تنذر به"، ولو قال ذلك لتساوت البشرى والإنذار، ولكنه سبحانه أكد على البشرى، ولم يؤكد على الإنذار؛ لعلهم ينيبون إلى ربهم ويبقى لهم باب الأمل مفتوحاً.