﴿وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَنِ﴾: وما يليق، أو يصح لجلاله، وكماله الولد؛ لأنّه من المحال؛ لأنّه لم يلد، ولم يولد، فهو سبحانه ينفي عنه انبغاء الولد، فكيف يفترون على الله الكذب، ويقولون: اتخذ الرّحمن ولداً، وهو سبحانه قادر على ذلك إذا شاء، و ﴿لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار﴾ سورة الزّمر، آية (٤)، ولكنّه لا ينبغي؛ لأنّه رب كلّ شيء، وليس بحاجة إلى ولد.
﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ﴾: إن: حرف نفي، كلّ: تفيد توكيد النّفي؛ أي: ما من مخلوق في السّموات والأرض إلا أتي: عائد، أو راجع إلى الرّحمن بما فيهم الملائكة، والنّاس (الإنس والجن).
﴿مَنْ﴾: استغراقية؛ تعني: العاقل.
﴿فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: في: ظرفية.
﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.
﴿آتِى الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾: آتي: قد تعني: في الدّنيا، أو يوم القيامة؛ فإذا كانت في الدّنيا فهي تشير إلى خضوع كلّ عبد إلى ربه طوعاً، أو كرهاً، إلى مشيئة الله، وإرادته، أو قضائه، وقدره، فلا مفر من ذلك. أمّا في يوم القيامة فهذا بيِّن وواضح.