للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرّزق، والأمن، والصّحة، والمغفرة، والرّحمة: هي جلب ما يَسرُ، ودفع ما يضر، وتعني: الوقاية من الوقوع في الذّنوب.

﴿وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾: هيئ: يسر لنا، واجعل أمرنا كله رشداً؛ أي: صلاحاً، والرَّشَد: بفتح الراء؛ يعني: الصّلاح في أمور الدّين، والآخرة. أما الرُّشد: ضد الغي، والضّلال، والسّفه، وسوء التّدبير؛ أي: اهدنا إلى طريق الصّواب، والصّلاح، والحق، والخير، والإيمان، والتّوحيد، والرُّشد: بضم الرّاء: الصّلاح في الأمور الدّنيوية، والأخروية، والرُّشد: أعم من الرَّشَد.

سورة الكهف [١٨: ١١]

﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾:

﴿فَضَرَبْنَا﴾: الفاء: للمباشرة، والتّعقيب، والضّرب: يعني: إيقاع شيء على شيء، والضّرب في الأرض: أي: السّفر؛ يضرب بقدمه الأرض؛ أي: يسافر، والضرب على الأذن في الحالات العادية: يؤدي إلى الصمم الناتج أحياناً إلى تمزق غشاء الطبل في الأذن، وتعطل حاسة السّمع عندهم.

﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ﴾: أي: بعد أن أووا إلى الكهف جعلنا على آذانهم حجاباً، أو حائلاً يمنع وصول الصّوت إلى آذانهم؛ لأنّ الله سبحانه لا يريد أن يوقظهم بسماع أي صوت، وأضاف الضّرب إليه سبحانه؛ أي: أصبحوا لا يسمعون شيئاً لسنين طويلة.

﴿سِنِينَ عَدَدًا﴾: أبقاهم الله سبحانه أحياء ﴿ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ [آية: ٢٥] من نفس السّورة.

﴿عَدَدًا﴾: للتوكيد؛ أي: (٣٠٠ سنة شمسية) ما يعادل (٣٠٩ سنة قمرية) أبقاهم أحياء بدون طعام، أو شراب، أو شيء من مقومات الحياة العادية.

<<  <  ج: ص:  >  >>