سبحانه، أو للعبد، ولم يقل: من عنده مما يدل على أنّه عذاباً خاصاً لا طاقة لأحدٍ به، ويستعمل من عندنا، أو منا للأقل قرباً، أو للأمور العامة.
﴿وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ﴾: يعملون: تدل على التّجدد، والتّكرار، والاستمرار بقيامهم بالأعمال الصّالحة، والبشارة: تكون في الخبر السّار، والمسموع لأوّل مرة؛ مما يؤدي إلى ظهور علامات البشارة على البشرة؛ أي: الوجه. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٩)، وسورة النّحل، آية (٨٩)؛ لمزيد من البيان.
﴿أَنَّ﴾: أنّ: مصدرية تفيد التّعليل.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: لام الاختصاص لهم خاصة.
﴿أَجْرًا حَسَنًا﴾: الأجر مقابل العمل، والأجر الحسن: قد يعني: الجنة، أو الحسنة بعشر أمثالها، أو أكثر، أو الذي يزيد عما يستحقه المؤمن.
سورة الكهف [١٨: ٣]
﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾:
﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾: المكث في اللغة: هو الانتظار، أو البقاء والاستقرار الغير محدد بزمن، ولم يقل لابثين: اللبث يقترن بزمن محدد؛ أي: ماكثين فيه: باقين فيه، وإضافة أبداً أضافت إليه معنى الخلود؛ ماكثين فيه (فيه تعود على الأجر)؛ أي: ماكثين في الأجر أبداً، ويعني: الجنة، أو الأجر الدّائم الغير منقطع.