فالحمد لله حمداً مطلقاً على ما أنعمه علينا من النّعم، وعلى نعمة الإسلام، والهداية إلى الصّراط المستقيم، والحمد لله في سورة الأنعام؛ لأنّه خلق السّموات والأرض، وجعل الظّلمات والنّور، وأمّا الحمد لله في سورة الكهف؛ لأنّه أنزل على عبده الكتاب، والحمد لله في سورة سبأ؛ لأنّ له ما في السّموات، وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة أيضاً، والحمد لله في سورة فاطر؛ لأنّه خلق الملائكة الّذين يحفظون لنا أعمالنا، ويكتبوها.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: ارجع إلى سورة الفاتحة، آية (٢)؛ للبيان.
﴿الَّذِى﴾: اسم موصول مختص بالمفرد المذكر.
﴿أَنْزَلَ﴾: أي: جملة واحدة (دفعة واحدة) أنزل الكتاب (أي: القرآن) من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا سماه كتاباً لكونه مكتوباً في اللوح المحفوظ، ومكتوباً في السّطور.
﴿عَلَى عَبْدِهِ﴾: على: تفيد العلو؛ على عبده محمّد ﷺ.
﴿عَبْدِهِ﴾: الهاء: تدل على التّشريف.
﴿الْكِتَابَ﴾: القرآن الكريم، ودخول (ال) التعريف؛ للدلالة على أنّه كتاب تام، وكامل. ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢)؛ لمزيد من البيان.
﴿وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجَا﴾: أي: مستقيماً لا عوج فيه منذ البداية لم يجعل له عوجاً لا في اللفظ، ولا في المعنى، ولم يقل: ولم يجعل فيه عوجاً؛ لكان من المحتمل أنّ هذا العوج حدث للقرآن في زمان ما ثمّ زال عنه، وهناك من المفسرين من