للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاداً الثانية؛ لأنّهم كانوا يسكنون في منطقة الحجر (واد بين الشّام والمدينة المنورة)، واقعة في الأردن.

﴿الْمُرْسَلِينَ﴾: كان نبيهم صالح من الأنبياء العرب، وهم كذبوا صالح، وجاء بصيغة الجمع؛ ليدل على أن تكذيب أحد الرّسل يمثل تكذيب لكلّ الرّسل؛ لأنّ رسالتهم واحدة أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.

سورة الحجر [١٥: ٨١]

﴿وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾:

﴿وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا﴾: أي: أريناهم آياتنا، والآيات البينات، والدّلالات، وتتضمن المعجزات الدّالة على النّبوة، أو الآيات الكونية، أو الآيات التشريعية، ومنها: آية النّاقة؛ ناقة الله، وهي وإن كانت آية واحدة؛ فهي تمثل الكثير من الآيات، والعبر؛ مثل: خروجها من الصّخرة، وعظم خلقها، وفصيلها، وكثرة لبنها.

﴿فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾: لم يقبلوا بتلك الآيات، وكذبوها، وأنكروها غير مبالين، ولا يتفكرون بها.

سورة الحجر [١٥: ٨٢]

﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ﴾:

﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا﴾: يحفرون في الجبال، وينقبون الجبال؛ لكي يبنوا لهم بيوتاً فيها؛ لكي يأمنوا شر الأعداء، ولأنّ الخيام كانت لا تقيهم الأمن.

﴿مِنَ﴾: بعضية؛ أي: بعض الجبال؛ أي: قاموا ببناء بعض البيوت من الجبال.

﴿آمِنِينَ﴾: مطمئنين غير خائفين.

أمّا الفرق بين هذه الآية، وآية الأعراف رقم (٧٤): ﴿وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا﴾: كان هذا في المرحلة الأولى؛ حيث كان الكلّ يحاول أن يبني من الجبال

<<  <  ج: ص:  >  >>