﴿مَا كَسَبَتْ﴾: من خير، أو شر، والكسب: في الأصل تعني: الزّائد عن الأصل؛ مثال: الزّائد عن رأس المال يسمى كسب، وتفسير ذلك: أن العبد حين يحرم نفسه من شيء، أو يقوم بعمل لا يقوم به الغير؛ فهو سيأخذ ثواب ذلك وزيادة.
وكسب: عادة تخصص للحسنة.
وأما اكتسب: تخصص للسيئة؛ فلماذا استعمل كسبت للسيئة؛ لأنّ فعل السّيئة أصبح سهلاً، وأمراً دأب عليه فلم يُعد في حسبانه فعلها، كما يفعل بالحسنة يفعلها بسهولة ويُسر. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٨٦) للبيان.
﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾: ارجع إلى الآية (٤١) من سورة الرّعد؛ للبيان.
﴿هَذَا﴾: الهاء: للتنبيه؛ ذا: اسم إشارة للقرب، واسم إشارة يشير إلى القرآن العظيم. وقوله هذا: تنبيه للمخاطب على المشار إليه وقربه وللمبالغة في إيضاحه.
﴿بَلَاغٌ لِلنَّاسِ﴾: بلاغ: من الإبلاغ، أو التّبليغ: وهو إيصال الشّيء، أو الرّسالة+ مع البيان والفهم؛ هذا القرآن بلاغ للناس كافة؛ أي: منهج الله للنّاس كافة، وفي سورة الأحقاف آية (٣٥) قال تعالى: ﴿بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾، وفي هذه الآية قال تعالى: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ﴾ فيه مبالغة وتوكيد أشد من قوله بلاغ.
﴿وَلِيُنذَرُوا بِهِ﴾: ولينذروا: الواو: عاطفة؛ اللام: لام التّعليل، الإنذار: هو الإعلام مع التّحذير، والتّخويف.
﴿وَلِيَعْلَمُوا﴾: أي: يستدلوا بما فيه من الآيات؛ اللام: لام التّعليل؛ ليعلموا