بينها لتشكل السحب الركامية الّتي تلقح برياح أخرى تحمل هباءات الغبار فيبدأ بخار المكاء يتكثف، ويتحول إلى قطرات المطر. ارجع إلى سورة الحج، آية (٥)، ولم يقل سبحانه: وأنزل لكم من السماء ماء، كما ورد في الآية (٦٠) من سورة النمل؛ لأنه سبحانه في آية إبراهيم تبعها قوله تعالى: ﴿رِزْقًا لَّكُمْ﴾ والرزق يشمل الماء وغيره، وأما في سورة النمل تعداد لنعم الله تعالى عليهم.
﴿مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾: من: ابتدائية بعضية؛ بعض الثّمرات مثل ثمرات النّخيل والأعناب، وغيرها؛ فقد أعطى الله سبحانه هذه البذور القدرة على اختيار ما يلائمها من عناصر مركبات الأرض المختلفة؛ لذلك تختلف أشكال هذه الثمار، وطعومها؛ فنرى شجرة البرتقال تنمو بجانب شجرة الليمون، وغيرها، وهذا من طلاقة القدرة الإلهية الّتي أودعها في الشفرة الوراثية داخل البذرة أو النواة.
﴿رِزْقًا لَّكُمْ﴾: الرّزق: العطاء، وكلّ ما خلقه الله تعالى في الأرض مما يملكه النّاس.
﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ﴾: والتّسخير: التّذليل والتّطويع والتّدبير، والتّصرف به، ويعني: خلق كائن ما لمهمة معينة لا يستطيع أن يخالفها.
﴿الْفُلْكَ﴾: هي السّفن، والفلك: تطلق على المفرد والجمع، ورغم أنّ الإنسان هو الّذي يصنع الفلك، ولكنه سبحانه هو الّذي يزجي الفلك، ويذلل الرّيح؛ كي تجري الفلك في البحر.