﴿تَلُومُونِى﴾: من اللوم: وهو خطاب يُعبر فيه عن عدم الرّضا عن عمل لم يكن متوقعاً من الملوم من قول أو فعل، واللوم إذا اشتد أو أصبح عنيفاً يقال له تثريب كما ورد على لسان يوسف ﵇ حين قال لإخوته: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ [يوسف: ٩٢].
﴿وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ﴾: أي: وبخوا أنفسكم على ما فعلتم، وأشعروا بالنّدم والحسرة.
﴿مَا﴾: ما: النّافية.
﴿أَنَا﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿بِمُصْرِخِكُمْ﴾: الباء: للإلصاق والتّوكيد.
﴿بِمُصْرِخِكُمْ﴾: المصرخ: هو المغيث المقدم العون، والمساعدة؛ أمّا المستصرخ المستغيث الّذي يطلب العون، والغوث؛ أي: ما أنا بمغيثكم؛ أي: ما أنا بمساعدكم؛ أي: لا أستطيع مساعدتكم حتّى لو أردت.
﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِىَّ﴾: أي: وكذلك أنتم لستم بمساعدي، أو مغيثين لي.
﴿إِنِّى كَفَرْتُ﴾: كفرت: جحدت، أو تبرأت من إشراككم إياي.
﴿بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ﴾: بما: الباء: للتعليل أو السّببية.
﴿أَشْرَكْتُمُونِ﴾: من قبل بإشراككم إياي مع الله؛ أي: جعلتموني شريكاً لله، أو أطعتموبني كما أطعتم الله، وحذفت الياء (ياء المتكلم) للدلالة على أنه ولو كان أدنى أو أقل الشرك؛ أي: كفرت بأي شرك بالله قمتم به ولو كان مهما كان.