يوسف، ولما ابتسم ظهرت ثناياه، وكانت علامة فارقة له؛ مما دفع إخوة يوسف إلى تذكُّره، وقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف: أيْ: ما أعظم ما ارتكبتم بحقِّ يوسف وأخيه.
﴿إِذْ﴾: ظرف للزمن الماضي.
﴿أَنتُمْ جَاهِلُونَ﴾: بسبب طيشكم، وسفهكم، وجاهلون بعاقبة أمركم، وآثار ما قمتم به، ومجيء هذا القول في صيغة سؤال قد يدفع المسؤول في التّحقق من هوية وشخصية المتحدث، وقيل: ما أحلم يوسف ﵇؛ إذ التمس العذر لهم بما فعلوه فيه، وسمّاه بالجهل. ارجع إلى سورة الزمر آية (٦٤) لبيان معنى الجهل.
﴿قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ﴾: أيْ: قال إخوة يوسف ليوسف: أإنك لأنت يوسف: استفهام تقريري أكَّدوه بـ (أإنك): بأن، وكذلك باللام في (لأنت): استفهام تقريري مشرب بالتّعجُّب، والفرح بنجاحهم في العثور على يوسف؛ فردَّ عليهم يوسف:
﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِى﴾: قال أنا: للتأكيد، وأضاف كلمة يوسف، وهذا أخي أخرج لهم بنيامين، ولم يقل: أنا هو، وهذا أخي؛ لأنّ القاعدة: الاسم الظّاهر أقوى من الضّمير؛ إذن سؤالهم جاء بالتّوكيد؛ فكان الرّدُّ عليه كذلك بالتّوكيد.
﴿وَهَذَا أَخِى﴾: وهذا: الهاء: للتنبيه، وذا اسم إشارة للقرب، وفيه معنى