﴿عِنْدَ رَبِّكَ﴾: أي: الملائكة؛ لأن الملائكة في السموات العلى، والعندية هذه ليست عندية مكان؛ لأن ربنا لا يحدُّه مكان، ولكنها عندية الفضل، والرحمة، وقيل: هم الملائكة المقربون.
﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ﴾: لا: النافية. يستكبرون: لا يشعرون بالكبر، والعلو، والعظمة؛ مهما بلغوا من المنزلة، والرفعة، ويفعلون ما يأمرون دون تكبر.
﴿وَيُسَبِّحُونَهُ﴾: بالليل، والنهار، لا يفترون؛ أيْ: ينزهونه عن كل عيب، ونقص، ذاتاً، وصفاتٍ، وأسماءً.
﴿وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾: تقديم الجار، والمجرور. له: يفيد الحصر بدلاً من القول، ويسجدون له، قال: ﴿وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾.
أي: السجود لا يكون إلا لله وحده.
﴿يَسْجُدُونَ﴾: جاءت بصيغة المضارع؛ لتدل على التجدُّد، والتكرار؛ سجود طاعة، وعبادة، سجود شكر، وتعظيم، سجود تلاوة؛ حيث يكون العبد أقرب إلى الله سبحانه من بقية الأوضاع.