طريق العقل والنفس، وذكر الجهات الأربع، والعدو الذي يحيط بالإنسان من كل جهة، ولأقعدن لهم صراطك المستقيم فلا بد من الحذر منه وتجنبه.
وقوله: ﴿وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾: ولم يقل: عن اليمين، أو عن الشمال، عن أيمانهم، وشمائلهم؛ تعني: يأتيهم بانحراف، أو بشكل منحرف من جهة اليمين، والشمال؛ لأن جلس يمينه؛ أيْ: في جهة اليمين جلس عن يمينه؛ أيْ: منحرفاً عن جهة اليمين، وبعيداً عنه، وكذلك عن شمائلهم؛ لأنه يخشى الملكين عن اليمين، وعن الشمال قعيد (رقيب عتيد).
﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾: من: تعني: مباشرة من دون انحراف.
ولم يذكر من فوقهم، أو من تحتهم وهذا من رحمة الله بعبده؛ لأن الفوقية قيل: تخصّ الله سبحانه؛ حيث تنزل رحمته، أو تصعد عبادة العبد، والتحتية؛ فهي محروسة بالسجود، والركوع، ومن الصعب، أو نادراً ما يأتي الشيطان للعبد، وهو ساجد، أو راكع.
﴿وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾: كيف علم إبليس هذا؟ أن أكثر الناس لن يكونوا من الشاكرين؟
قيل: لأنه من الجن، والجن لها شهوات مثل شهوات الإنس، وبما أن الجن قليلاً ما تشكر؛ فظن الإنس كالجن.