للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾: تشير إلى العامل الداخلي؛ أي: القوة التي منعته هي نفسه المتكبرة، قالت له، أو زينت له: لا تسجد.

أما قوله تعالى: ﴿قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ [ص: ٧٥]، فهذه الآية على أن العامل الخارجي، أو قوة خارجية منعته، أو أكرهته على عدم السجود، وكان الأفضل لإبليس أن يكتفي بقوله: (أنا خير منه)، وينهي الإجابة، ولكنه أراد أن يخبر: أن النار أفضل من الطين؛ أي: لأنه خلقه من نار، وآدم خلق من طين؛ فهو أفضل من آدم، ويسمَّى هذا في اللغة: الحشو.

سورة الأعراف [٧: ١٣]

﴿قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾:

﴿قَالَ فَاهْبِطْ﴾: الفاء: للتعقيب، والمباشرة، اهبط: الهبوط نوعان: هبوط من منزلة عالية إلى منزلة أدنى، أو هبوط مكاني من أعلى إلى أسفل؛ أي: لم تعد أهلاً أن تكون مع الملائكة الكرام البررة، ولا في الجنة هبوط طرد، وذلة، وليس كهبوط نوح بسلام منا وبركات؛ أي: هبوطاً مباركاً.

﴿مِنْهَا﴾: من الجنة.

﴿فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا﴾: أيْ: ما ينبغي لك أن تتكبر فيها.

﴿فَمَا﴾: الفاء: تعليلية. ما: نافية، وأن: مصدرية؛ تفيد التوكيد.

﴿فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ﴾: الفاء: للتوكيد؛ تدل على التعقيب، والمباشرة: اخرج من الجنة الآن؛ من: للعاقل وتشمل المفرد والمثنى والجمع.

﴿الصَّاغِرِينَ﴾: جمع صاغر، مقابل الاستكبار؛ أيْ: ذليل، والصغار: هو الذل، والهوان، والخضوع؛ أي: من الأذلاء الدنيئين.

<<  <  ج: ص:  >  >>