غفور: صيغة مبالغة من غفر؛ أيْ: ستر، ورحيم: صيغة مبالغة. ارجع إلى سورة الفاتحة، الآية (٣)؛ لمزيد من البيان.
فهنا جاء التأكيد على كونه -جل وعلا- غفور رحيم؛ أشدُّ وأقوى من التوكيد على كونه سريع العقاب؛ ليبث الأمل في النفوس.
ولو قارنَّا هذه الآية (١٦٥) من سورة الأنعام: ﴿إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾: إذ تتحدث عن العقوبات في الآخرة، وأكَّد رحمته في الآخرة لعباده الصالحين بالقول: وإنه لغفور رحيم.
أما الآية (١٦٧) من سورة الأعراف: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: فتتحدث عن العقوبات العاجلة في الدنيا لبني إسرائيل؛ إذ اتخذوا العجل، وقتلوا الأنبياء، واعتدوا في السبت؛ فناسب التأكيد بتعجيل العقوبات؛ فقال: ﴿لَسَرِيعُ الْعِقَابِ﴾: أكَّد باللام، وإنَّ.
وقال: ﴿لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾: أكَّد على كونه سريعَ العقاب، وأنه غفورٌ رحيمٌ؛ أيْ: كلاهما بنفس الدرجة.