وقيل: ﴿يَأْتِىَ رَبُّكَ﴾: تعني: يأتي أمر ربك؛ أي: العذاب، والهلاك.
﴿أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾: قيل: هي علامات الساعة الكبرى، أو أشراط الساعة مثل طلوع الشمس من المغرب، أو ظهور الدابَّة، أو يأجوج ومأجوج، والدجال، ونزول عيسى ﵇.
﴿يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾: أيْ: إذا ظهرت الآيات الكبرى، للساعة، أو أشراط الساعة.
﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ﴾: أيْ: لا توبة، ولا إيمان بعد ذلك، لا: النافية للجنس؛ أيْ: إن جاءت هذه الآيات فلن يعد هناك تكليف، أو عبادة تقبل من العبد بعد ظهور هذه الآيات.
﴿أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾: أيْ: آمنت، عملت الصالحات قبل عِلمها بمجيء الساعة، ومعنى كسبت في إيمانها خيراً، ليس كإيمان فرعون: ﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَاءِيلَ﴾.
﴿آلْئَانَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [يونس: ٩٠ - ٩١]. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٨٦) لبيان معنى الكسب.
﴿قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾: فيها تهديد، ووعيد لمن يرجئ توبته، وإيمانه حتى حدوث هذه الأمور؛ أيْ: أشراط الساعة، قل لهم يا محمد: انتظروا مثل أيام الذين خلوا من قبلكم، أو يأتي بعض آيات ربكم، ونحن منتظرون وعد ربنا، بالنصر والنجاة؛ لمن آمن، والهلاك والعذاب، لمن أعرض وكفر بآيات ربِّه.