﴿وَلِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ﴾: ما: اسم موصول؛ أي: الذي في السموات، والذي في الأرض؛ للعاقل، ولغير العاقل، فهو المالك، والحاكم، والملك الحق؛ أيْ: له (السموات)، (وما في السموات) خلقاً، وملكاً، وجنداً.
وله: الأرض، وما في الأرض، فالظرف والمظروف؛ ملكه سبحانه، لا يشاركه فيه أحد.
﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا﴾: لم يقل شرّعنا، أو فرضنا، وصينا فيها إشعار بقرب الموصي للموصى إليه؛ أيْ: عهدنا. ارجع إلى الآية (١١) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان.
﴿الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾: أيْ: أهل التوراة، والإنجيل (اليهود، والنصارى)، وسائر الكتب، والكتاب: اسم للجنس يشمل كل الكتب السماوية من قبلكم؛ أيْ: وسائر الأمم المتقدِّمة.
﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾: أيْ: أطيعوا أوامر ربكم، واجتنبوا نواهيه، وقيل: ﴿أَنِ﴾: هي المفسرة للوحي، والتي هي اتقوا ربكم ووحّدوه بما أوصاكم به، وإن تكفروا نِعَمُهُ وإحسانه، وأن تعرضوا عن طاعته، وتتجنبوا نواهيه، فإن لله ما في السموات، وما في الأرض.
﴿وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا﴾: عنكم، وعن عبادتكم، وطاعتكم، ولا تضروه شيئاً، فهو ذو الغنى والحمد؛ لأن له كلَّ ما في السموات والأرض.
﴿حَمِيدًا﴾: المحمود: من جميع صفات الحمد كلها، ومحموداً في صنعه