فجاء الرد في هذه المرة في يتامى النساء؛ لأن اليتيمة ضعيفة، وتحتاج إلى عون.
أما النساء الأخريات؛ فلهنَّ القدرة على الوصول إلى الفتوى الخاصَّة بهنَّ.
﴿الَّاتِى﴾: اسم إشارة تعود على يتامى النساء.
﴿لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ﴾: ما كتب لهنَّ؛ أيْ: ما فرض لهنَّ من الميراث، أو المهر.
﴿وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾: ترغبون: من الرغبة وهي الطلب بحرص، والرغبة قد تكون (في) أو (عن)؛ في: تعني الطلب بحرص، وعن: تعني عدم الطلب وتركه، وهنا عندنا احتمالين: الأول: ترغبون عن أن تنكحوهنَّ؛ لأنهنَّ غير جميلات مثلاً، فلا تعضلوهنَّ أن ينكحن؛ أيْ: يتزوجن بغيركم؛ (فقد كان لا يسمح لها بالزواج من غيره؛ كي لا يخسر مالها، ويصبح زوجها أولى بمالها).
الاحتمال الثاني: ترغبون في أن تنكحوهنَّ؛ لأنهنَّ جميلات، وذوات مال (فالوصي كان ينكحها، ويستمتع بمالها، ويستولي على مالها، ولا يعطيها حتى مهرها)، فالله يفتيكم ألا تفعلوا ذلك.
﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ﴾: وهذا هو الصنف الثاني: المستضعف، وهو اليتيم الذي لم يبلغ الحلم بعد، والذي فقد (مات) أباه؛ حيث كانوا لا يورثون الصغير من الغلمان، فنهاهم الله عن ذلك، وبين لكل ذي سهم سهمه، وللذكر مثل حظ الأنثيين.