للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك المنصور سيف الدين أبي المعالي قلاون الألفي الصالحي النجمي (١)

وَهُوَ السَّابِعُ مِنْ مُلُوكَ التُرك وَأَوْلَادِهم بالديار المصرية؛ تسلطن بعد خلع الملك العادل سَلامُش ابن الملك الظاهر بيبرس، وتلقب بالملك المنصور وكان جلوسه على سرير الملك في يوم الأحد ثاني عشرين شهر رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة (٢).

وكان أصله من مماليك الأمير أقسنقر الكاملي (٣)، ثم انتقل إلى ملك الملك الصالح نجم الدين أيوب، فأعتقه في أثناء سنة سبع وأربعين وستمائة.

وَلمَا تمَّ أمر المنصور قلاون في السلطنة أمر جَماعة كثيرة من مماليكه القدماء، وهم: طرنطاي، وكتبغا، ولاجين، والشجاعي، وأيبك الخازندار، وطقصوا، وَطُغريل الايغاني، وقفجق، وَبَلبَان الطباخي، وأقوش الموصلي، وَسُنقر جركس، وأزدمر العلائي، وَقُلجق، وأيدمر الطباخي، وقيران الشهابي، ومحمد الكوراني، وإبراهيم الجاكي (٤).

ثم أمر بالإفراج عن الأمير أيبك الأفرم واستقر به نائب السلطنة، فأقام بها مُدّة يسيرة، ثم استعفى من ذلك، فأعفاه السلطان، واستناب مملوكه طرنطاي.

وولى الأمير سُنقر الأشقر نيابة دمشق، فلما دخل إلى دمشق عصى بها، وتسلطن هناك، وتلقب بالملك الكامل؛ فأقام على ذلك مُدّة يسيرة، ثم أضمحل أمره عن ذلك، وهرب إلى صهيون.


(١) أخباره في بدائع الزهور ١/ ١/ ٣٤٧ - ٣٦٤؛ جواهر السلوك ١٢٨ - ١٣٤.
(٢) "٢٠ رجب" في السلوك ١/ ٣/ ٦٦٣؛ "٢١ رجب" في النجوم الزاهرة ٧/ ٢٩٢.
(٣) ذكر المقريزي أن هذا الأمير من مماليك الملك العادل أبي بكر بن أيوب، لذلك لقب بالعادلي. (انظر: السلوك ١/ ٣/ ٦٦٣)؛ وفي النجوم الزاهرة ٧/ ٣٢٦: "الأمير آق سنقر الكاملي".
(٤) أورد ابن إياس هنا أسماء أكثر مما ورد في بدائع الزهور (راجع: بدائع الزهور ١/ ١/ ٣٤٨).

<<  <   >  >>