للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣ شعبان سنة ٩٠٨ هـ/ ١٠ فبراير ١٥٠٣ م، وخلف خمسة أولاد بين ذكور وإناث، عاش منهم ثلاثة، هم: محمد المؤرخ، وأخوه الجمالي يوسف، وأخت لهما.

- أخته:

كانت زوجة للأمير قرقماس المصارع، وكان أمير أخور رابع وأحد أمراء العشرات، قتل في معركة البيرة في سنة ٨٧٧ هـ/ ١٤٧٣ م، حيث انتصر الجيش المملوكي بقيادة الأمير يشبك بن مهدي الدوادار على جيش أوزون حسن (حسن الطويل) ملك التركمان المعروفين باسم ألاف قيونلو (الشاة البيضاء).

يقول ابن إياس عنه: "وقُتل في هذه المعركة شخص من الأمراء العشرات، يُقال له قرقماس العلائي المصارع، أمير آخور رابع، وهذا كان صهرنا، وكان إنسانًا حسنًا دينًا خيرًا موصوفًا بالفروسية والشجاعة، علامة في الصراع، أصيب بسهم في صدغه فمات لوقته" (١).

- أخوه:

كان بالزرد كاشية، أي هندسة المدفعية، على عهد السلطان قانصوه الغوري، ويظهر أنه كان خبيرًا بفنه، وبيده وظيفة رئيسة في عمله، ويذكر ابن إياس أخاه في تواضع تام ودون أي مباهاة بما أظهره من خبرة واسعة ومعرفة ودراية بفنه.

يقول ابن إياس عنه: "ومن الوقائع أن الأمير أركماس الذي كان نائب الشام طلع إلى السلطان بقطعة فولاذ هيئة الكرة، وزعم أنها صاعقة نزلت ببعض الجبال، وأن أعرابيا أهداها إليه، ففرح السلطان بذلك وجمع السباكين، فقالوا: "إنها صاعقة لا محالة"، فنظر إليها بعض الزرد كاشية فأنكر ذلك، وقال: "هذه حجر مرقشيتة، وهو حجر صلب"، فلما سمع السلطان ذلك شق عليه، ونزل إلى الميدان، وجمع السباكين، وحضر الأمير أركماس، ووضعوا ذلك الحجر الذي [على] هيئة الفولاذ في النار، فمجرد ما وضعوه في النار صار مثل الخرنفش وتفتت، فخجل الأمير أركماس من ذلك وانتصف عليه ذلك الزردكاش، وهو الجمالي يوسف أخو مؤلفه، وعد ذلك من النوادر" (٢).


(١) بدائع الزهور ٣/ ٨٦.
(٢) بدائع الزهور ٤/ ٢٠٤.

<<  <   >  >>